قراءة في عمل رقم 17
قراءة في عمل رقم 17
الحطاّبُ الفقيرُ المطلوبُ منْهُ خَلْقَ المعجزةَ - والشجرةَ القتيلةَ دائماً لِما تُشَكِّلُهُ من ثروةٍ للحطّاب - والذاكرَة المُلِحَّة التي حجزتْ مكانَها بِعُمْقٍ في حفْرياتِ المعرفةِ الوجوديةِ للناس, وألّفَتِ البيئةَ الخَصبَةَ المُعْتَمَدَةَ لمنظومةِ التراجيدْيا, التي سيطرتْ على إنتاجِ الفنِّ -- سيناريو يُقَدِّمُهُ شوبر يشرحُ آليات إنتاجِ الفنِّ من مِنطقَةِ الفنتازي وإليها, حيث يتُمُّ مصادرةِ كلَّ مؤسساتِ الحدثِ لصالحِ المُخَيِّلَةِ الخَصبَةِ الهذيانية, التي تُسَيِّلُ الزمنَ وتُؤَلِفَ سيناريو مُتَمَنّى, يُعيدُ إنتاجَ الحدَثِ كما يشاءُ الجمالُ - قد يبدُو الموضوعُ من تَخَصُّصِ فَنٍّ مُعَيَّنِ وحَسْب - لكنّهُ اليوْم أصبحَ سِمَةً عامةً لكُلِّ ما يُنْتَجُ من معاصرةٍ ليسَ في الفنونِ فقط - بلْ في العلومِ أيضاً - رؤى حالمةٌ تَكْتَسِحُ السطورَ قبلَ الصور, لا تترُك خياراً للمتلقي إلا أنْ يَتَقَمّصَ أحَدٌ أدوارَ العناصرِ الشكليةِ والموضوعيةِ للعملِ, ويُتاحُ لهُ بِفِعْلِ الشوبريالزم أنْ يكونَ مادياً وروحياً وبرغماتياً في نفسِ الوقْتِ, حيثُ أعادَ إنتاجَ آيقونةٍ فنيةٍ مشهورةٍ, مُحَوِّراً زمَنَها عِبْرَ التعليقاتِ المجاورةِ, التي تنْقُلها إلى متحفٍ أكثرَ مُعاصرة.
الأعمال الفنية