Art Work
قراءة في عمل رقم 21

في خِضَمِّ القلَقِ من أصالةِ التجربَةِ, والتطرُّفِ في محاولةِ إعطائِها فردانيةٍ منقطعَةَ الجذور, وهو أمرٌ صعْبٌ مُسْتَصْعَب,  لأنّ طبيعةَ الفنِّ الوجوديةِ والمعرفيةِ, تقْتضي دورةً حضاريةً للتأثُّرِ والْتأثير, وتسلْسُلاً من تناسُلِ الإنتاج, وولادةَ مُخْرَجاتٍ يُمْكِنُ تجذيرَها بسهولةٍ ويُسْر, غيْرَ أنّ ما يُؤشِّر في العملِ الفنِّي الإبداعي المائِز تُفْلِتهُ من هذه السلطةِ حتى وإنْ كانَ يُعَوَّلُ على آيقوناتِها التي يُعيدُ توْظيفَها خارجَ منظومةِ الحِسِّي قريباً من الحدّسي المُتَهَكِّم, حيثُ الشاخِص غيْر المناسبِ في المكان غير المناسب فنياً,  وبِما يُشَكِّلُ استفزازاً للذائقةِ السائدةِ, وهنا نَجِدُ أنّ شوبر يجمعُ بين عددٍ من الرسائلِ ليَضْمِنها عملُهُ الفني. فبعْدَ رَفْضِ اللوحةَ الواقعيةَ بإمضاءِ (جواد سليم)، يُقدِّم حَلّهُ بتوزيعِ الأشكال حداثويةَ الرؤيةِ، على سطحِ الفضاءِ التصويري، من الكاوبوي ومستلزماتِه وإكسسْواراتِه، إلى لعبةِ الدومينو, ولايفوتُهُ تعريفَ الأشياءَ بمسمياتِها التي يُشارُ إليها بالكلماتِ المُعَبِّرَةِ,  ليؤلِفَ من فضاءِ اللوحةِ الخلفي عالَماً يُقْنِعُ (جواد سليم) بعرْضِ العملِ بعْدَ إجْراءِ اللازم. 


الأعمال الفنية