قراءة في عمل رقم 36
قراءة في عمل رقم 36
سَهْمٌ واحِدٌ كانَ كفيلاً بأنْ يرْسِلَ المعْنى لحياةِ الصورةِ ....فإصابته للدبِّ الأحمر تُخْرِجُ الموضوعَ عنْ كَوْنِهِ حياةً جامدةً إلى مَحطّات الصخَبِ التي يَرْتَحِلُ فيها (ميتافكشن) التأويل .... حجْمُ الدُبِّ هناك Actual size يأخذ سُلْطَتَهُ التأثيرية التي تُضيفُ إلى اللّوْنِ المُمَيَّزِ المُسْتَفِزِّ بعلاقتِه مع الخلفيّةِ ...إذ يُشَكِّلُ هرَماً إنشائيًا يبدُو أنّه مستقرٌّ , لكنّهُ بِضجيجِه السينوغرافيِّ يوازِنُ الهرَمَ المقلوبَ لعصافيرِ الخزَفِ المُلوّنةِ بذكاءٍ إحْترافيٍّ وبذاكرةِ زجاجِ المحملِ ....إعْترافُ الفنانُ بأنّ هذا دُبّ حُبٍّ أحمرُ وأنّ تِلْكُمَ عصافيرٌ خزَفيةٌ..... ثمّ إعلانهُ أنّ الأمرَ ليسَ مقطعٌ من حياةٍ جامدةٍ يقدِّم الإنتقاءَ الغرائبيَّ الصانعَ لشوبريالزميةِ العملِ .....وهو يُتيحُ للمُتَلقين إنتاجَ رؤاهِم لِما بعْدَ هذه الصورة الفنية , عبْرَ تقديمِ ميتافكشن ذاتي, يُفَنِّدُ ما جرَتْ عليه العادةُ من غيابِ السيناريو في العملِ المُعاصرِ, ذلك أنّ السيناريو المفاهيمي الناشِيءَ في دائرةِ التلقِّي نتيجةً للهرمونطيقِ المُترتِّبِ على اسْتيعابِ الرسائلَ المفاهيمية الثاوية في جسدِ الدبِّ المطعونِ, يُتيحَ إمكانيةً لإكمالِ الحدَثِ في بُنْيةِ التلقِّي بما يعْنيهِ ذلكَ مِنْ عددٍ من السيناريوهات لذاتِ الحدَثِ, تَتَعَدّد بتَعَدُّدِ ثقافاتِ المتلقين وطبيعةِ تفاعُلِهِم مع الحدَثِ الفنِيّ , في ميتا فكشن إفتراضي ذاتي قادرٌ على تحويلِ المتلقي السلبي إلى مُتلقي فاعِلٍ إيجابيٍّ يسْهُمُ في بنايةِ الحدَثِ التوليدية, سيّما وأن هذا الدُبَّ الأحمرَ مسكوتٌ عنهُ يُحيطُ بالجميع, ولمْ يتُم الإلتفاتُ إليهِ إلاّ في ظِلالِ الشوبريالزم التي تعْتَمِدُ هذه الغرائبيةَ الإنتقائيةَ الصادمةَ.
الأعمال الفنية