Art Work
قراءة في عمل رقم 8

ولذلك فإنّ إنتاجَ الإبداعِ في منطقةِ المُعاصرة, وبرغمِ ارتباطهِ الشديدِ جداً بالمتغيِّر السيكو سيسيولوجي, فإنَّهُ لابدَّ أنْ يخضعَ لضوابِط الإحتراف التحليلي,  فلا يكون مادةً يتناولُها إلا منْ كانَ عارفاً بِعِلَل المعاصرةِ – وتنعكسُ هنا شخصيةُ الفنانِ  وتبريرُه  النصي للإغلاق, وإحالتَه الأمر للمشاعر العاطفية, فإنّ البناءَ المنظوري للعملِ, والكفاءةَ الإحترافيةَ في تجسيدِ الفضاءِ الداخلي بمهارةٍ, وإخراجَ الصورةِ التي  تُناغي  فاتريناتِ الشوبريالزم,  إنما هو ناتجٌ عنْ خبرةِ الأداء والتقاطُ المُهْمَلِ المسكوت عنه, الذي يشيرُ بجزئياتِه للكلِّ المُدْهِش,  والريفليكشن التفاعلي  للمتلقي في باطنِ الفضاء, إذْ يقدِّمُ مائدةً إمتاعيةً تُلَخِّصُ رغبةً جامحةً لدى الفنان المحترف,  مُؤدّاها إنَّ إنتاج لوحةِ الرسْمِ المعاصر, يقومُ على مُحَدِداتٍ وشروطٍ إحترافيةٍ لا تقلُّ صعوبةً عن محاولةِ إنتاج نصٍّ موسيقيٍّ مُعاصر, وهو أمْرٌ ينسحبُ على قراءةِ النصِّ الذي يَتَطَلّب متلقياً مرتقياً إلى عَتَبَة شروطِ المُعاصرة, ومواصفاتها - هذا الطَرْقُ الواعي (الشوبرياليزم) الذي نرى أنه حرّكَ وبكفاءةٍ ركوداً في  التشكيل, وهو فعلٌ تطلّبَ امتلاءَ ساحةِ الجنبتين المهنية والأكاديمية، الأمر الذي يَعْرِضُه شوبر وبمهارة. 


الأعمال الفنية